القائمة الرئيسية

الصفحات

جهل علماء الاصول العقلية



هناك من يعترف بالحقيقة ويتيقن بها ولكن يعاندها ولا ياخذ بها لعدة أسباب دنيوية كالمصالح الشخصية الخاصة والرياسة وحب الجاه والشهرة  وغيرها من مباهج الحياة الدنيا التي تجعل حتى المتدين ورجل الدين يتخذ لنفسه الاعذار الواهية لكي يبتعد عن الحقيقة وينساها قال تعالى ( وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم ظلما وعلوا فانظر كيف كانت عاقبة المفسدين ) سورة النمل . وقد أعد الله ذلك من الفساد في الارض . وتفسير هذه الآية عند أهل البيت عليهم السلام في الولاية لعلي عليه السلام والأوصياء من بعده فعدم أتباعهم ومخالفتهم يؤدي إلى الضلال والفساد في الأرض .

كما أن حب هولاء الأوصياء من أهل البيت عليهم السلام والاعتراف بفضلهم لا يكفي بل لا بد من أتباعهم وعدم مخالفتهم لا تتقدم عليهم ولا تتأخر عنهم وتسير معهم كيفما ساروا فتبرئ من عدوهم وتحب من أحبهم حين ذلك لن تكون الجاحد لهم . إما أن تتنصل من بياناتهم وأوامرهم ونواهيهم وتقريراتهم و روياتهم متخذا لنفسك لأعذار والشبهات فإن ذلك لا يفيدك حتى  لو كنت فقهيا أو مرجعا دينيا إلا ما قرره أهل البيت عليهم السلام في ذلك .

العقل هو التسليم لله ورسوله والأئمة  :


العقل هو أتباع أهل البيت عليهم السلام إمام بعد إمام لأنهم نور الله في الأرض وهم الذين أمر الله ورسوله بأتباعهم فإذا حاد أحد عن ذلك ظهر الجهل قال رسول الله صلى الله عليه وآله : أني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي اهل بيتي ما أن تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي أبدا .) ففي اتباعهم دائما كمال العقل وكل بحسب إتباعه وفي خلافهم كمال الجهل وكل بحسب خلافه . لذلك عندما يخرج الامام المهدي تكتمل عقول الناس بتصديقه واتباعه (عن ابي جعفر عليه السلام : قال إذا قام قائمنا وضع الله يده على رؤوس العباد فجمع بها عقولهم وكملت به أحلامهم ) الكافي ج1 ص25.

وعن أبي جعفر عليه السلام : لما خلق الله العقل قال له : أفبل فاقبل ثم قال له أدبر فادبر فقال : وعزتي وجلالي ما خلقت خلقا أحسن منك أياك آمر وأياك انهي وأياك أثيب واياك اعاقب ) الكافي ج1ص26 . وبذلك يتبين أن العقل هو التسليم لله تعالى ورسوله والأئمة فطاعة الأئمة طاعة لرسول الله وطاعة رسول الله طاعة لله تعالى . قال تعالى ( واطيعوا الله واطيعوا الرسول و أولي الأمر منكم ) وأولي الامر: هم الائمة الذين وصى بهم رسول الله فهم معصومون لأن الطاعة في الآية غير مشروطه لذلك قرن الله طاعتهم بطاعته سبحانه وليس كل من هب ودب من الناس له هذه الطاعة انما إليهم فقط.

لباس الدين والجهل المركب :


من يلبسون لباس الدين مهما أرتفعت مراتبهم الدينية بين الناس حتى لو كان مرجعا دينيا متنسكا ولكنه يخالف اهل البيت عليهم السلام فيما أمروا به أو نهوا عنه فهذا هو الجهل بعينه  (عن الحسن بن الجهم عن الرضا عليه السلام قال ذكر عنه أصحابنا وذكر العقل قال : فقال عليه السلام : لا يعبأ بأهل الدين ممن لا عقل له قلت جعلت فداك إن ممن يصف هذا الامر قوما لا باس بهم عندنا وليست لهم تلك العقول فقال : ليس هولاء ممن خاطب الله إن الله خلق العقل فقال له أقبل فأ قبل وقال له : ادبر فادبر فقال : وعزتي وجلالي ما خلقت شيئا احسن منك أو حب إلي منك بك آخذ وبك اعطي ) الكافي ج1 ص26 وهذا يدل على ان العقل في التسليم للحق والابتعاد عنه هوالجهل فكيف بمن علم الجهل وركبه أليس هذا بالجهل المركب .

عن هشام بن الحكم قال : ( قال لي ابو الحسن موسى بن جعفر عليه السلام : ... يا هشام لكل شئ دليلا ودليل العقل التفكر ودليل التفكر الصمت ولكل شئ مطية ومطية العقل التواضع  وكفى بك جهلا أن تركب ما نهيت عنه .
يا هشام ما بعث الله انبياء ه ورسله إلى عباده إلا ليعقلوا عن الله، فأحسنهم استجابة أحسنهم معرفة، وأعلمهم بأمر الله أحسنهم عقلا، وأكملهم عقلا أرفعهم درجة في الدنيا والآخرة.
يا هشام إن لله على الناس حجتين: حجة ظاهرة وحجة باطنة، فأما الظاهرة فالرسل والانبياء والائمة - عليهم السلام -، وأما الباطنة فالعقول ) إذا فالعقل أتباع الرسل والأئمة وخلافهم الجهل فعلى الانسان أن يبحث ويتعلم من الرسل والائمة ويختار بعقله لكي يزيده كمالا او نقصا فينحني به ناحية الجهل المركب كما يفعل علماء الاصول اليوم يعلمون منهج أهل البيت ويعملون بخلافه 

علماء الاصول العقلية والجهل المركب :


علماء الاصول يخالفون أهل البيت عليهم السلام في عدة موارد كبيرة تجعلهم جهله وفق الروايات التي اوردناها سابقا في العقل والجهل ومنها :

1- استخدامهم لانواع القياس المحرمة و منها قياس الاولى وفياس العلة والقياس الارسطي والقياس تنقيح المناط وجميع القياسات محرمة عند أهل البيت عليهم السلام ومن أراد الاضطلاع يرجع لهذه المقالات هنا وهنا وهنا أليس هذا هو الجهل

2- اخذهم من العامة المخالفين لاهل البيت عليهم السلام  كعلم العرفان لأبن عربي وعلم الاصول العقلية القائم على النتائج الظنية وقد نهى أهل البيت عليهم السلام عن ذلك ومن أراد الاضطلاع أكثر يرجع إلى هذه المقالات هنا وهنا 

3- أستخدامهم لعلم الرجال الأصولي الخاص بالمخالفين الذي ضعفوا به حديث آل محمد ( علم الجرح والتعديل ) وأهمالهم لمنهج أهل البيت عليهم السلام في قبول الحديث و الروايات  ويمكنكم الاضطلاع على هذا المقال من هنــــا وهنـا

4 - أتخاذهم ألقاب اهل البيت عليهم السلام فهي تخصهم لانهم معصومون من الخطأ ولا تناسب غيرهم فمن أختارها لنفسه أو وافق عليها بالسكوت والأقرار فإنما هو معجب بنفسه عن أبي عبدالله عليه السلام قال:( قال أمير المؤمنين عليه السلام: إعجاب المرء بنفسه دليل على ضعف عقله ) الكافي ج1ص27  ومن أراد الأضطلاع فعليه الرجوع للمقال هنا

5- توجيبهم للخمس زمن الغيبه رغم ان آخر الأئمة الامام المهدي عليه السلام احل الخمس للشيعة في زمن الغيبة وكان اكثر العلماء قديما لا ياخذون الخمس ولا يوجبونه بسبب كثرة الروايات التي فيها أباحة للخمس ومع ذلك فقهاء اليوم يقبضونه من الناس بلا دليل سوى الاجتهادات الظنية 

6- توجيبهم لتقليد غير المعصوم  أي التقليد بدون المطالبة بحجة أو برهان أي يقبل كلام المرجع وهو ساكت مهما قال في المسائل الشرعية لذلك فهو تقليد اعمى نهى عنه اهل البيت عليهم السلام ومن أراد الأضطلاع فعليه الرجوع لهذا المقال هنا  

7- عدم تعليم القرآن الكريم وحديث أل محمد بشكل مستفاض وفعال داخل الحوزة الدينية اللهم بعض الطلاطيش فكيف سيكون الفقهاء إذا لم يتعلموا هذه العلوم

8- خلافاتهم بين بعضهم البعض وتفريقهم للناس وأشعال الفتن فيما بينهم بسبب فتاويهم الجديدة والتي تشم فيها رائحة التحدي لذلك سيحاربون الامام فيما بعد ويقضي عليهم حتى تعود الشيعة موحدة تحت رايته عليه السلام وغيرها المثير من المخالفات

رواية قد تصف حال علماء الاصول العقلية :


..فأما من كان من الفقهاء صائنا لنفسه حافظا لدينه مخالفا لهواه مطيعا لأمر مولاه فللعوام أن يقلدوه.
وذلك لايكون إلا بعض فقهاء الشيعة لا جميعهم، فإنّ من ركب من القبائح والفواحش مراكب فسقة فقهاء العامة فلا تقبلوا منهم عنا شيئا، ولا كرامة لهم، وإنما كثر التخليط فيما يتحمل عنا أهل البيت لذلك، لان الفسقة يتحملون عنا ، فهم يحرّفونه بأسره لجهلهم، ويضعون الاشياء على غير مواضعها ووجوهها لقلة معرفتهم وآخرين يتعمدون الكذب علينا ليجرّوا من عرَض الدنيا ما هو زادهم إلى نار جهنم.
ومنهم قوم نُصّاب لايقدرون على القدح فينا، يتعلمون بعض علومنا الصحيحة فيتوجهون بها عند شيعتنا، وينتقصون ـ بنا ـ عند نصّابنا ثم يضيفون إليه أضعافه وأضعاف أضعافه من الاكاذيب علينا التي نحن بُراء منها، فيتقبّله ـ المسلّمون ـ المستسلمون من شيعتنا على أنه من علومنا، فضلّوا وأضلّوهم. 
وهم أضرّ على ضعفاء شيعتنا من جيش يزيد على الحسين بن علي (عليهما السلام) وأصحابه فإنهم يسلبونهم الارواح والاموال، وللمسلوبين عند الله أفضل الاحوال لما لحقهم من أعدائهم.
وهؤلاء علماء السوء الناصبون المشبّهون بأنهم لنا موالون، ولأعدائنا معادون يدخلون الشك والشبهة على ضعفاء شيعتنا، فيضلّونهم ويمنعونهم عن قصد الحق المصيب.
لا جرم أنّ من علم الله من قلبه من هؤلاء العوام أنه لا يريد إلا صيانة دينه وتعظيم وليّه، لم يتركه في يد هذا الملبِّس الكافر.
ولكنه يقيّض له مؤمناً يقف به على الصواب، ثم يوفقه الله تعالى للقبول منه فيجمع له بذلك خير الدنيا والآخرة، ويجمع على من أضلّه لعن الدنيا وعذاب الآخرة.
ثم قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): شرار علماء أمتنا المضلّون عنّا، القاطعون للطرق إلينا، المسمّون أضدادنا بأسمائنا، الملقبّون أضدادنا بألقابنا، يصلّون عليهم وهم للعن مستحقون، ويلعنوننا ونحن بكرامات الله مغمورون، وبصلوات الله وصلوات ملائكته المقربين علينا عن صلواتهم علينا مستغنون. ) وسائل الشيعة ج27 ص131 عن تفسير الامام العسكري عليه السلام

تلاحظون في هذه الرواية ما هو منطبق على علماء الاصول العقلية تماما فجميع ما قلته من جهالاتهم موجوده في هذه الرواية حتى انها وصفتهم بجيش يزيد الذي بكي فيه عمر بن سعد على الامام الحسين وهو يقود جيشا لقتله ولكن من الحاذق الذي يفهم ومن الذي يقرأ من الناس لكي ينجوا بدينه فهولاء يأخذون منهم الارواح والاموال أي الدين والخمس يلفبون أنفسهم بألقاب الأئمة المعصومين وهم خطائيين وياخذون علوم المخالفين كعلم الاصول العقلية وعلم الرجال ويخلطونها بعلم المعصومين عليهم الصلاة والسلام فينتج من ذلك الكثير من الاكاذيب على اهل البيت عليهم السلام .

الخلاصة :


نلاحظ ان الجهالات التي قام بها فقهاء الاصول العقلية تزداد يوما بعد يوم فهم وصلوا إلى هذه الجهالات عبر سنوات طويلة فكلما جاء فقيه أصولي يعجب بما عند العامة فيأخذ منهم على أستحياء حتى يعتاد على ذلك فلا يستحي بعد ذلك متخذا لنفسه المعاذير والشبهات أو يزيد من البدع الاصولية ما يزيد من أبتكاراته الخاصة حتى وصل الوضع إلى ما نحن عليه الآن وسوف يزداد الابتعاد عن الأئمة الطاهرين مع تواكب الاعوام والدهور اللهم إلا من الشكل فقط وحتى في الشكل والشعائر الحسينية أصبحوا ينتصرون لهذا المرجع وذلك المرجع لا للحسين عليه السلام 


تعليقات