القائمة الرئيسية

الصفحات

أبليس أول من صور الاصنام



 

يبدوا أن الكثير من الناس يخدع بسهوله خاصة في مسألة الزعامة وما جعلوه لها من قداسة و محبة و تعظيم مبالغ فيه فصوره تجدها في كل مكان وقد يصنعوا له تماثيل وتبرر أفعاله مهما كانت قذرة وتحاط بالقداسة والتعظيم لذلك إذا مات هذا الزعيم جعلوه صنما سواء في الحقيقة أو في نفوسهم . فأما الصنم الذي صار في الحقيقة جاء عن طريق أبليس لعنه الله تعالى لما رأى الناس تقدس وتعظم زعيما لهم فاستغلها في ثنيهم عن عيادة الله تعالى إلى عبادة هولاء البشر الذين تحولوا إلى أصنام حجرية.


فقد ورد عن الامام الصادق عليه السلام أنه قال في رواية : عَنِ الْأَحْوَلِ عَنْ بُرَيْدِ بْنِ مُعَاوِيَةَ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ ع يَقُولُ فِي مَسْجِدِ النَّبِيِّ ص‏ إِنَّ إِبْلِيسَ اللَّعِينَ هُوَ أَوَّلُ مَنْ صَوَّرَ صُورَةً عَلَى مِثَالِ آدَمَ ع لِيَفْتِنَ بِهِ النَّاسَ وَ يُضِلَّهُمْ عَنْ عِبَادَةِ اللَّهِ تَعَالَى وَ كَانَ وَدٌّ فِي وُلْدِ قَابِيلَ وَ كَانَ خَلِيفَةَ قَابِيلَ عَلَى وُلْدِهِ وَ عَلَى مَنْ بِحَضْرَتِهِمْ فِي سَفْحِ الْجَبَلِ يُعَظِّمُونَهُ وَ يُسَوِّدُونَهُ فَلَمَّا أَنْ مَاتَ وَدٌّ جَزِعَ عَلَيْهِ إِخْوَتُهُ وَ خَلَّفَ عَلَيْهِمْ ابْناً يُقَالُ لَهُ سُوَاعٌ فَلَمْ يُغْنِ غَنَاءَ أَبِيهِ مِنْهُمْ فَأَتَاهُمْ إِبْلِيسُ فِي صُورَةِ شَيْخٍ فَقَالَ قَدْ بَلَغَنِي مَا أُصِبْتُمْ بِهِ مِنْ مَوْتِ وَدٍّ عَظِيمِكُمْ فَهَلْ لَكُمْ فِي أَنْ أُصَوِّرَ لَكُمْ عَلَى مِثَالِ وَدٍّ صُورَةً تَسْتَرِيحُونَ إِلَيْهَا وَ تَأْنِسُونَ بِهَا قَالُوا افْعَلْ فَعَمَدَ الْخَبِيثُ إِلَى الْآنُكِ‏ فَأَذَابَهُ حَتَّى صَارَ مِثْلَ الْمَاءِ ثُمَّ صَوَّرَ لَهُمْ صُورَةً مِثَالَ وَدٍّ فِي بَيْتِهِ فَتَدَافَعُوا عَلَى الصُّورَةِ يَلْثِمُونَهَا وَ يَضَعُونَ خُدُودَهُمْ عَلَيْهَا وَ يَسْجُدُونَ لَهَا


 فأَحَبَّ سُوَاعٌ أَنْ يَكُونَ التَّعْظِيمُ وَ السُّجُودُ لَهُ فَوَثَبَ عَلَى صُورَةِ وَدٍّ فَحَكَّهَا حَتَّى لَمْ يَدَعْ مِنْهَا شَيْئاً وَ هَمُّوا بِقَتْلِ سُوَاعٍ فَوَعَظَهُمْ وَ قَالَ أَنَا أَقُومُ لَكُمْ بِمَا كَانَ يَقُومُ بِهِ وَدٌّ وَ أَنَا ابْنُهُ فَإِنْ قَتَلْتُمُونِي لَمْ يَكُنْ لَكُمْ رَئِيسٌ فَمَالُوا إِلَى السُّوَاعِ بِالطَّاعَةِ وَ التَّعْظِيمِ فَلَمْ يَلْبَثْ سُوَاعٌ أَنْ مَاتَ وَ خَلَّفَ ابْناً يُقَالُ لَهُ يَغُوثُ فَجَزِعُوا عَلَى سُوَاعٍ فَأَتَاهُمْ إِبْلِيسُ وَ قَالَ أَنَا الَّذِي صَوَّرْتُ لَكُمْ صُورَةَ وَدٍّ فَهَلْ لَكُمْ أَنْ أَجْعَلَ لَكُمْ مِثَالَ سُوَاعٍ عَلَى وَجْهٍ لَا يَسْتَطِيعُ أَحَدٌ أَنْ يُغَيِّرَهُ قَالُوا فَافْعَلْ فَعَمَدَ إِلَى عُودٍ فَنَجَرَهُ وَ نَصَبَهُ لَهُمْ فِي مَنْزِلِ سُوَاعٍ وَ إِنَّمَا سُمِّيَ ذَلِكَ الْعُوْدُ خِلَافاً لِأَنَّ إِبْلِيسَ عَمِلَ صُورَةَ سُوَاعٍ عَلَى خِلَافِ صُورَةِ وَدٍّ قَالَ فَسَجَدُوا لَهُ وَ عَظَّمُوهُ وَ قَالُوا لِيَغُوثَ مَا نَأْمَنُكَ عَلَى هَذَا الصَّنَمِ أَنْ تَكِيدَهُ كَمَا كَادَ أَبُوكَ مِثَالَ وَدٍّ فَوَضَعُوا عَلَى الْبَيْتِ حُرَّاساً وَ حُجَّاباً ثُمَّ كَانُوا يَأْتُونَ الصَّنَمَ فِي يَوْمٍ وَاحِدٍ وَ يُعَظِّمُونَهُ أَشَدَّ مَا كَانُوا يُعَظِّمُونَ سُوَاعاً فَلَمَّا رَأَى ذَلِكَ يَغُوثُ قَتَلَ الْحَرَسَةَ وَ الْحُجَّابَ لَيْلًا وَ جَعَلَ الصَّنَمَ رَمِيماً فَلَمَّا بَلَغَهُمْ ذَلِكَ أَقْبَلُوا لِيَقْتُلُوهُ فَتَوَارَى مِنْهُمْ إِلَى أَنْ طَلَبُوهُ وَ رَأَّسُوهُ وَ عَظَّمُوهُ ثُمَّ مَاتَ وَ خَلَّفَ ابْناً يُقَالُ لَهُ يَعُوقُ فَأَتَاهُمْ إِبْلِيسُ فَقَالَ قَدْ بَلَغَنِي مَوْتُ يَغُوثُ وَ أَنَا جَاعِلٌ لَكُمْ مِثَالَهُ فِي شَيْ‏ءٍ لَا يَقْدِرُ أَحَدٌ أَنْ يُغَيِّرَهُ قَالُوا فَافْعَلْ فَعَمَدَ الْخَبِيثُ إِلَى حَجَرٍ أَبْيَضَ فَنَقَرَهُ بِالْحَدِيدِ حَتَّى صَوَّرَ لَهُمْ مِثَالَ يَغُوثَ فَعَظَّمُوهُ أَشَدَّ مِمَّا مَضَى وَ بَنَوْا عَلَيْهِ بَيْتاً مِنْ حَجَرٍ وَ تَبَايَعُوا أَنْ لَا يَفْتَحُوا بَابَ ذَلِكَ الْبَيْتِ إِلَّا فِي رَأْسِ كُلِّ سَنَةٍ .


 وَ سُمِّيَتِ الْبَيْعَةَ يَوْمَئِذٍ لِأَنَّهُمْ تَبَايَعُوا وَ تَعَاقَدُوا عَلَيْهِ فَاشْتَدَّ ذَلِكَ عَلَى يَعُوقَ فَعَمَدَ إِلَى رَيْطَةٍ وَ خَلَقٍ فَأَلْقَاهَا فِي الْحَائِرِ ثُمَّ رَمَاهَا بِالنَّارِ لَيْلًا فَأَصْبَحَ الْقَوْمُ وَ قَدِ احْتَرَقَ الْبَيْتُ وَ الصَّنَمُ وَ الْحَرَسُ وَ ارْفَضَّ الصَّنَمُ مُلْقًى فَجَزِعُوا وَ هَمُّوا بِقَتْلِ يَعُوقَ فَقَالَ لَهُمْ إِنْ قَتَلْتُمْ رَئِيسَكُمْ فَسَدَتْ أُمُورُكُمْ فَكَفُّوا فَلَمْ يَلْبَثْ أَنْ مَاتَ يَعُوقُ وَ خَلَّفَ ابْناً يُقَالُ لَهُ نَسْرٌ فَأَتَاهُمْ إِبْلِيسُ فَقَالَ بَلَغَنِي مَوْتُ عَظِيمِكُمْ فَأَنَا جَاعِلٌ لَكُمْ مِثَالَ يَعُوقَ فِي شَيْ‏ءٍ لَا يَبْلَى فَقَالُوا افْعَلْ فَعَمَدَ إِلَى الذَّهَبِ وَ أَوْقَدَ عَلَيْهِ النَّارَ حَتَّى صَارَ كَالْمَاءِ وَ عَمِلَ مِثَالًا مِنَ الطِّينِ عَلَى صُورَةِ يَعُوقَ ثُمَّ أَفْرَغَ الذَّهَبَ فِيهِ ثُمَّ نَصَبَهُ لَهُمْ فِي دَيْرِهِمْ وَ اشْتَدَّ ذَلِكَ عَلَى نَسْرٍ وَ لَمْ يَقْدِرْ عَلَى دُخُولِ تِلْكَ الدَّيْرِ فَانْحَازَ عَنْهُمْ فِي فِرْقَةٍ قَلِيلَةٍ مِنْ إِخْوَتِهِ يَعْبُدُونَ نَسْراً وَ الْآخَرُونَ يَعْبُدُونَ الصَّنَمَ حَتَّى مَاتَ نَسْرٌ وَ ظَهَرَتْ نُبُوَّةُ إِدْرِيسَ فَبَلَغَهُ حَالُ الْقَوْمِ وَ أَنَّهُمْ يَعْبُدُونَ جِسْماً عَلَى مِثَالِ يَعُوقَ وَ أَنَّ نَسْراً كَانَ يُعْبَدُ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَسَارَ إِلَيْهِمْ بِمَنْ مَعَهُ حَتَّى نَزَلَ مَدِينَةَ نَسْرٍ وَ هُمْ فِيهَا فَهَزَمَهُمْ‏ وَ قُتِلَ مَنْ قُتِلَ وَ هَرَبَ مَنْ هَرَبَ فَتَفَرَّقُوا فِي الْبِلَادِ وَ أَمَرَ بِالصَّنَمِ فَحُمِلَ وَ أُلْقِيَ فِي الْبَحْرِ فَاتَّخَذَتْ كُلُّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ صَنَماً وَ سَمَّوْهَا بِأَسْمَائِهَا فَلَمْ يَزَالُوا بَعْدَ ذَلِكَ قَرْناً بَعْدَ قَرْنٍ لَا يَعْرِفُونَ إِلَّا تِلْكَ الْأَسْمَاءَ ثُمَّ ظَهَرَتْ نُبُوَّةُ نُوحٍ ع‏ فَدَعَاهُمْ إِلَى عِبَادَةِ اللَّهِ وَحْدَهُ وَ تَرْكِ مَا كَانُوا يَعْبُدُونَ مِنَ الْأَصْنَامِ فَقَالَ بَعْضُهُمْ‏ لا تَذَرُنَّ آلِهَتَكُمْ وَ لا تَذَرُنَّ وَدًّا وَ لا سُواعاً وَ لا يَغُوثَ وَ يَعُوقَ وَ نَسْراً .

هذا بالنسبة للأصنام الحجرية أما الاصنام الموجودة الأن فقد بنوا لها صور مختلفة من التقديس والتعظيم في نفوسهم الضعيفة بدون وجه حق سواء كان هذا الزعيم ديني أو سياسي على مر الايام والسنين

تعليقات