قال تعالى ( أَ لَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيباً مِنَ الْكِتابِ يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَ الطَّاغُوتِ وَيَقُولُونَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا هؤُلاءِ أَهْدى مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا سَبِيلًا أُولئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ وَمَنْ يَلْعَنِ اللَّهُ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ نَصِيراً أَمْ لَهُمْ نَصِيبٌ مِنَ الْمُلْكِ فَإِذاً لا يُؤْتُونَ النَّاسَ نَقِيراً أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلى ما آتاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ فَقَدْ آتَيْنا آلَ إِبْراهِيمَ الْكِتابَ وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْناهُمْ مُلْكاً عَظِيماً فَمِنْهُمْ مَنْ آمَنَ بِهِ وَ مِنْهُمْ مَنْ صَدَّ عَنْهُ وَكَفى بِجَهَنَّمَ سَعِيراً
من هم الناس الذين يُحسدون على ما أتاهم الله من فضلة حتى صاروا لا يعترفون بفضلم ويصدون عنهم صدودا هذا ما سوف نبينه في هذا ىالمقالة عن طريق أحاديث أهل البيت عليهم السلام وتفسيرهم .
فمن يفضلون أئمة الضلالة على آئمة الهدي عليهم السلام وردت فيهم هذه الرواية عن بريد العجلي ، قال: سألت أبا جعفر (عليه السلام) عن قول الله عز وجل: )أَطِيعُوا اللَّهَ وَ أَطِيعُوا الرَّسُولَ وَ أُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ ( فكان جوابه: «)أَ لَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيباً مِنَ الْكِتابِ يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ وَيَقُولُونَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا هؤُلاءِ أَهْدى مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا سَبِيلًا( يقولون لأئمة الضلالة والدعاة إلى النار: هؤلاء أهدى من آل محمد سبيلا )أُولئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ وَمَنْ يَلْعَنِ اللَّهُ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ نَصِيراً )
أَمْ لَهُمْ نَصِيبٌ مِنَ الْمُلْكِ( يعني الإمامة والخلافة )فَإِذاً لا يُؤْتُونَ النَّاسَ نَقِيراً( نحن الناس الذين عنى الله ، والنقير: النقطة في وسط النواة )أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلى ما آتاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ( نحن الناس المحسودون على ما آتانا الله من الإمامة دون خلق الله أجمعين. )فَقَدْ آتَيْنا آلَ إِبْراهِيمَ الْكِتابَ وَ الْحِكْمَةَ وَ آتَيْناهُمْ مُلْكاً عَظِيماً( يقول: جعلنا منهم الرسل والأنبياء والأئمة ، فكيف يقرون به في آل إبراهيم وينكرونه في آل محمد (صلى الله عليه وآله)؟!)فَمِنْهُمْ مَنْ آمَنَ بِهِ وَ مِنْهُمْ مَنْ صَدَّ عَنْهُ وَ كَفى بِجَهَنَّمَ سَعِيراً إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآياتِنا سَوْفَ نُصْلِيهِمْ ناراً كُلَّما نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْناهُمْ جُلُوداً غَيْرَها لِيَذُوقُوا الْعَذابَ إِنَّ اللَّهَ كانَ عَزِيزاً حَكِيماً
وهنا يتبين أن الناس المقصودون بالحسد هم آل محمد عليهم السلام بقرينة قوله تعالى ( فقد آتينا آل أبرهيم ملكا عظيما ) فلو كانت الآية تقصد أناس عاديين لما جاءت هذه القرينة وهي آل أبراهيم ومنهم الانبياء والرسل والاوصياء وليس هناك في الأرض فيهم الميزة التي في آل أبراهيم إلا آل محمد عليهم السلام لذلك هم المقصودون بالناس المحسودون في هذه الآية فهم مثلهم أو أفضل منهم فلماذا لا يقرون لهم بالفضل والامامة كما أقروا لآل ابراهيم .
وفي حديث آخر يبين أنهم هم المقصودون بالناس في هذه الآية عن عدة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد ، عن الحسين بن سعيد ، عن محمد بن الفضيل ، عن أبي الحسن (عليه السلام) ، في قول الله تبارك وتعالى: ( أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلى ما آتاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ (. قال: «نحن المحسودون».
وعنه: عن الحسين بن محمد ، عن معلى بن محمد ، عن الوشاء ، عن حماد بن عثمان ، عن أبي الصباح ، قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن قول الله عز وجل: )أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلى ما آتاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ (. فقال: «يا أبا الصباح ، نحن [و الله الناس] المحسودون».
وعن محمد بن أبي عمير ، عن عمر بن أذينة ، عن بريد العجلي ، عن أبي جعفر (عليه السلام) ، في قول الله عز وجل: ( فَقَدْ آتَيْنا آلَ إِبْراهِيمَ الْكِتابَ وَ الْحِكْمَةَ وَآتَيْناهُمْ مُلْكاً عَظِيماً( ، قال: «جعل منهم الرسل والأنبياء والأئمة ، فكيف يقرون في آل إبراهيم وينكرونه في آل محمد (صلى الله عليه وآله)»؟! قال: قلت: )وَآتَيْناهُمْ مُلْكاً عَظِيماً(؟ قال: «الملك العظيم أن جعل فيهم أئمة ، من أطاعهم أطاع الله ، ومن عصاهم عصى الله ، فهو الملك العظيم».
لذلك قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم في آله المعصومين ( أني تارك فيكم ما أن تمسكتم به لن تضلوا بعدي كتاب الله وعترتي ) وقد رواه 200 عالم عن اكثر من 30 صحابي وصحابية فلا غرابة في ذلك
وبذلك يتبن ان الناس المحسودون هم أئمة اهل البيت عليهم الصلاة والسلام الذين حاربهم الطواغيت والنواصب في كل زمان وإنما قال الله تعالى الناس بدلا من آل محمد مباشرة في القرآن لعلمه سبحانه أن من سوف يلي الحكم من بعد النبي أناس ليسوا من آل النبي المعصومين فكانت تعمية لحفظ القران الكريم من التحريف أو العبث ولكن مثل ما قلنا من قبل هناك قرينة تبين بان المقصود بالناس المحسودون هم آل محمد عليهم السلام وهي ( فقد آتينا آل أبراهيم ملكا عظيما )
تعليقات
إرسال تعليق