وهو أن يتجسس شخص بوسائل خفية على آخر من الناس لكي يفضحه و يتكلم عليه ويذيع اسراره في المجالس و الديوانيات العامة رغما عنه وبدون وجه حق . وهذا النوع من التجسس منتشر بين الناس خاصة في المجتماعات الصغيرة مثل القرى أو المدينة الصغيرة أو حتى الاقارب و الاصدقاء مع بعضهم البعض وهذا ما نجده جليا بين الناس دائما و لهذا أسباب عديدة لا بد من ذكرها .
أسباب التجسس الاجتماعي :
1- الفضول ومعرفة أسرار الآخرين ونقلها من مكان إلى آخر
2- فضح الناس وتشويه سمعتهم عن طريق الإفشاء والتشهير
3- الحسد الذي يجعل بعض الناس يقوم بالتجسس لمعرفة ما عند الشخص من النعم والسمعة الطيبة وتتبع عوراته للقضاء عليه وإهانته والحض من سمعته .
4- أتخاذ التجسس على الآخرين و الكلام عليهم وسيلة للضحك والتسلية في المجالس الخاصة أو العامة خاصة النساء حينما يجتمعون مع بعضهم البعض في مجالسهم الخاصة
5- ضعف الوازع الديني للإنسان فعن
إبراهيم بن عمر اليماني ، عن أبي عبد الله (عليه السلام) ، قال: «إذا اتهم المؤمن
أخاه ، انماث الإيمان في قلبه كما ينماث الملح في الماء أي ذاب الايمان من القلب وضعف
التجسس الاجتماعي حرام :
قال الله تعالي في القران الكريم ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ ۖ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا ۚ أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۚ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ ) الحجرات آية 49
هذه الآية الكريمة فيها نهي عن صفات ذميمة ومنها التجسس والمراد به هنا هو التجسس الاجتماعي على الناس لفضحهم واغتيابهم في المجالس وغيرها .
وعن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قول: «لا تتبعوا عثرات المسلمين، فإنه من تتبع عثرات المسلمين تتبع الله عثرته، ومن تتبع الله عثرته يفضحه » . أي يفضحه في يوم ما كما فضح غيره . الكافي 2: 264/ 4
و عن عبدالله بن سنان قال: قلت للإمام جعفر الصادق : «عورة المؤمن على المؤمن حرام؟
قال : نعم.
قلت: تعني سفليه؟ أي عورته الجسدية.
قال : ليس حيث تذهب إنما هي إذاعة سره.»
وعن الإمام الباقر عليه السلام : «أقرب ما يكون العبد إلى الكفر أن يؤاخي الرجل على الدين فيحصي عليه عثراته وزلاته ليعنفه بها يوماً ما » أي يسجل عليه العثرات وهي العيوب مستغلا الثقة بينه و بينه فإذا صارت بينهما عداوة في يوم من الايام أظهر ذلك إلى الناس وتكلم عنه ليفضحه فهذا بمنزلة الكفر . لكافي 2: 264/ 3.
وسائل التجسس :
من أدوات التجسس على الناس مراقبتهم وتحري اخبارهم من الاقربين أو من له علاقة معهم سواءا عن طريق الجوال أو الهاتف أو وسائل التواصل الاجتماعي وتصيد العيوب وأذاعتها أو أن يقوم بتحريف الكلام والقصد منه في وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة لذلك على الإنسان أن يحذر من وسائل التواصل الاجتماعي ولا يضع فيها ما يضره حتى لا يستغله الجواسيس والحساد في إذائه .
الخاتمة :
وبذلك وضحنا معنى التجسس الاجتماعي والأماكن التي ينشط فيها وأسبابه المختلفة و الحكم الشرعي فيه من الكتاب والسنة المطهرة التي وردت عن طريق أهل البيت عليهم السلام كما وضحنا بعض الوسائل التي يستغلها الجواسيس للتصنت على الناس وتتبع أخبارهم الخاصة لذلك وجب على كل أنسان الحذر ولا يقوم بإذاعة اخباره الخاصة حتى لا يوفر مادة خصبة يستغلها الجواسيس أصحاب القلوب المريضة .
تعليقات
إرسال تعليق