من الأمور البديهة النظر إلى النواحي الإنسانية في حياة الانسان الصحية فمعظم الأطباء القدماء ومخترعي الأدوية في ذلك الزمان كانوا هدفهم الاول والأسمى إيجاد دواء يخفف عن الناس ألامهم حتي يتماثلوا للشفاء بإذن الله تعالى ولم يكن هدفهم الربح و إن كان من حقهم بدون تجاوز إلا أنهم لم يفكروا في ذلك و من هولاء الأطباء أبن سينا والرازي وابن النفيس و من الاجانب القدماء أيضا أدورد جينر و روبرت بانس وغيرهم من الأطباء الذين قاموا بأختراع الأدوية .
أما الآن فهناك مراكز ابحاث تشرف عليها الجامعات يتمويل من الحكومات ثم بعد ذلك تأتي شركات الادوية تشتري ماتوصلت إليه الابحاث وتقوم بانتاج الدواء وتحدد السعر الذي تريده وقد ترفعه الى مستويات خيالية لكي تحقق ارباح طائلة وإن كان في ذلك معاناة للناس رغم ألام المرض الشديدة وهذا بعيد كل البعد عن الاخلاق والانسانية التي امرت بها الأديان السماوية والنواميس الانسانية هذا ما يظهر جلي في شركات الدواء العملاقة التي لا تشبع من الاموال التي قدر بالمليارات ومن امثلة ذلك
دواء الملاريا في الولايات المتحدة كان سعره في بداية انتاجة 13 دولار قام أحد رجال الاعمال بشراء براعة اختراع هذا الدواء واصبح محتكرا له لا يقوم بإنتاجه سواه فرفع السعر من 13 دولار الى 750 دولار لكي يحقق أرباح خيالية مع 13 دولار كان يربح أيضا و لكن الجشع والطمع جعله يقوم بذلك ولم تحاسبه أي جهة على ذلك رغم الصيحات التي تنادي بذلك .من الشعب الذي انهكه هذا السعر المبالغ فيه .
وهذا الفعل لا ينطبق على هذا الشخص فقط بل شركات الدواء العملاقة تقوم بذلك أيضا حتى لو أدت العوارض الجانبية الخاصة بأدويتهم إلى هلاك الناس ومن هذه الشركات شركة بي فورما التي أنتجت دواء لعلاج بعض الأمراض هذا الدواء من عوارضه الجانبية الإدمان ولم يذكر ذلك في نشرته مما أدى إلى إدمان ألالاف الامريكيين وموت الكثير منهم حتى حكمت هذا الشركة بعد ما حققته من أرباح طائلة من هذا الدواء وفي النهاية توصلت هذه الشركة إلى تسوية مع وزارة العدل الأمريكية على ان تدفع 140 مليون دولار وانتهت القضية .
ومن الشركات الجشعة أيضا شركة سانوفيل الفرنسية التي أنتجت دواء لمحاربة الصرع اسمه دباكين وهو من أكثر الأدوية مبيعا في العالم خلال الخمسين سنة الماضية . وقد أخفت هذه الشركة الخبيثة أحد أخطر أثاره الجانبية وهو تشويه الأجنة عند النساء الحوامل وكان من نتائجه أصابة ألالاف الأطفال بتشوهات خلقية وامراض عقلية و لما رفع المجني عليهم قضايا ضد هذه الشركة لم يتخذوا أجراء قوي ضدها سوى اجبارها على أضافة سطر واحد فقط وهو ان هذا الدواء لا ينصح به للنساء الحوامل وبقي الدواء .
و من جرائم الجشع أيضا ما قامت به الشركة السويسرية لاروش أخذت دواء خاص بسرطان القولون يباع ب50 دولار في أمريكا وقاموا بتطوير هذا الدواء واكتشفوا بالصدفة إن هذا الدواء فعال في علاج مرض الضمور البقعي الذي قد يؤدى إلى العمى في بعض الأحيان فقامت بانتاجه من جديد وأطلقت عليه أسم آخر مع أنه نفس التركيب الكيميائي وباعته ب 2000 دولار لعلاج العين الواحدة فقط و لم تكتفي بهذ بل أجبرت الأطباء أن لا يعالجوا مرضاهم إلا بهذا الدواء أليس هذا إجرام في حق الأنسانية .
ومن أمثلة الجشع الشيطاني أيضا ما تقوم به شركات الدواء الكبرى مع لاتقوم بتمويل الأبحاث عادة بل ليس لديها مراكز ابحات في الأغلب حتى تحتفظ بالحقوق الفكرية لأي دواء و إنما يقوم بهذه الأبحات علماء من الجامعات بتمويل من الحكومة كما حدث في جامعة بلسنفانيا حيث اكتشف فريق من الباحثين تركيب يقوم بمعالجة سرطان الدم وبقدرة قادر أصبحت شركة نوفرتس novartis السويسرية شريكا في أنتاج هذا الدواء وأصبح تكلفة علاج الشخص الواحد 350 ألف دولار يعني أرباح بدون رأس مال تتعدى الخيال.
ومن الامثلة أيضا شركة فايزر وما هي عنكم ببعيد فقد استغلت جائحة كورونا وانتجت لقاح باعت الجرعة الواحدة منه ب 20 دولار رغم انها تعلم أن هناك دول فقيرة وناس لا يستطيعون اخذ هذه الجرعة بسبب سعرها الغالي فربحت في عام 2019 ما يقارب 19 مليار وفي عام 2020 م 21 مليار أرباح ولا في الخيال وكذلك مودرينا نفس الوضع تقريبا
هذا ما تقوم به شركات الدواء العملاقة حتى تصل ارباحها السنوية إلى اكثر من 50 مليار دولار بعدة وسائل أولها تقوم بالقضاء على شركات الدواء الصغيرة حتى لا تنافسها فيما بعد ثانيا تقوم بأحتكار صناعة وأنتاج الأدوية و تقوم ببيعها باسعار باهظة أعلى من أسعار التكلفة بمليارات السنين الضويية ثالثا تقوم بأغراء الاطباء المشهورين بالرشاوي والأموال حتى يرويجوا لأدويتهم فيتحولون بذلك إلى سماسرة لهم .
تعليقات
إرسال تعليق