القائمة الرئيسية

الصفحات

الإجتهاد المصطلح بدعة



أعترف كثير من علماء الأصول القائلين بالأجتهاد والتقليد بأن الاجتهاد والتقليد المصطلحين المتعارف عليهما اليوم لم يكونا موجودين في زمن الأئمة عليهم السلام ولا حتى في الأعصار التي بعدهم إلى القرن السابع الهجري و بذلك فهو مبتدع و جله مأخوذ من المخالفين لذا نضع بين أيديكم بعض هذه الأعترافات والتي يمكنكم مراجعتها من مصادرها الأساسية لمن يشكك في ذلك


يقول المرجع محمد راضي وهو من كبار الأصوليين [ أن التقليد بالمعنى الصطلح هو العمل برأي المجتهد بما هو إعمال منه بستخراج الفتوى لا بنقله للرواية . ومورد روايات التقليد هي في نقل الرواية . حتى في فصل الحكومة بأن يفصلها بما نقله من الرواية عنهم عليهم السلام وأقوى ما يدعى في ظهوره في التقليد بالمعنى المصطلح هي في الرواية عن تفسير العسكري حيث أن فيها  ( فللعوم أن يقلدوه ) والتأمل في الحديث بطوله يظهر منه أن مورده أيضا نقل الرواية ، وأن المراد من قوله عليه السلام أن يقلدوه هو أن يرجعوا إليه في مقام النقل ويأخذوا بنقله . أما روايات الافتاء فلآن المتعارف من الافتاء في الصدر الأول هو نقل الروايات لا ذكر رأيه بما هو مستند في فتواه إلى الرواية .]  بداية الوصول في شرح كفاية الأصول ج9 ص337 تأليف المرجع الشيخ محمد طاهر آل الشيخ راضي .


يقول المرجع الآخوند وهو من كبار الأصوليين وكتابه كفاية الأصول منهج أساسي في الحوزة وعليه المعتمد [ قلت لا يذهب عليك أنه ليس حال الرواة في الصدر الأول في نقل ما تحملوا من النبي صلى الله عليه وآله الكرام أو الامام عليه السلام من الأحكام إلى الأنام إلا كحال نقلة الفتاوى إلى العوام .]  كفاية الأصول  ص ٢٩٩ ..تأليف الآخوند الشيخ محمد كاظم الخرساني قدس سره .


ويقول السيد الخميني وهو من كبار الأصوليين [ولم يكن في تلك الأزمنة تدوين الكتب الفتوائية متعارفا . حتى يقال أنهم كانوا يراجعون الكتب فإن الكتب الموجودة في تلك الأزمنة كانت منحصرة بكتب الأحاديث ثم بعد أزمنة متطاولة صار بنائهم على تدوين كتب نحو متون الأخبار ، ككتب الصدوقين ومن في طبقتهما أو قريب العصر بهما . ثم بعد مرور الأزمنة ، جرت عاداتهم على تدوين الكتب التفريعية والأستدلالية فلم يكن الأخذ من الأموات ابتداءا ممكننا في الصدر الأول ولا متعارفا أصلا .  ويقول في نفس الصفحة : لأن المتعارف لدى قدماء أصحابنا هو نقل الروايات في مقام الفتوى وكانت متون الروايات فتاويهم . فنقل الرواية وشهرتها كانت مساوقة للشهرة الفتوائية كما يتضح ذلك بالرجوع للروايات ] كتاب الاجتهاد والتقليد للسيد الخميني ص 33 .

ويقول السيد الخوئي وهو من كبار الأصوليين : إن التفقه في زمن المعصومين عليهم السلام لم يكن بهذه الصعوبة الموجودة في زماننا ، فإنها حصلت من كثرة الروايات و تعارضها في العبادات وقلتها في المعاملات فالسلف من الرواة يصدق عليها الفقيه بمجرد سماع  الحديث وتحفظه كونهم من أهل اللسان فكانوا يعرفون معاني كلامهم عليهم السلام فكانوا فقهاء فيما ينقلونه عن الأئمة عليهم السلام ] كتاب مصباح الأصول ج2  ص178 السيد الخوئي .


يقول المحدث ( نعمة الله الجزائري : مع أن هذا الاجتهاد والتقليد المصطلحين في هذه الأعصار ومتقدمها لم يكونا موجودين  في أعصار الأئمة عليهم السلام ولا في أعصار من بعدهم وأنما حدثا من بعد شيخنا الطوسي ومن بعده ، واشتهر في زمن العلامة الى هذه الأعصار ،  والذي كان المدار عليه في تلك الأعصار هو كتب المحدثين التي جمعوها ). كشف الأسرار  لنعمة الله الجزائري ص80 .


و بذلك يتبين بأن الإجتهاد والتقليد المتعارف عليه اليوم هو بدعه و مأخوذة من المخالفين لأنهم اعترفوا بان الاجتهاد والتقليد بهذا الشكل لم يكونا موجوين في عهد الأئمة عليهم السلام ولا بعدهم حتى بداية القرن السابع الهجري.  وقد حذر النبي والأئمة عليهم السلام من ذلك فقالوا في عدة روايات منها .

قال رسول الله صلى الله عليه وآله: إذا ظهرت البدع في أمتي فليظهر العالم علمه، فمن لم يفعل فعليه لعنة الله.
وبهذا الإسناد، عن محمد بن جمهور رفعه قال : من أتى ذا بدعة فعظمه فإنما يسعى في هدم الاسلام .) الكافي ج1 ص٥٤ . لذلك من يعظم هولاء أصحاب البدع ويأخذ منهم الدين بعد هذه الخيانة فهو يسعى لهدم الاسلام . والله الهادي إلى سواء السبيل .

تعليقات