القائمة الرئيسية

الصفحات

الرد على السيستاني في الاجتهاد


ماذا كانت السيرة على عهد الأئمة عليهم السلام ؟ هل كان هناك أجتهاد وتقليد كما هو عليه الآن ؟ وكما يقول بذلك بعض المراجع وأكبرهم  السيد السيستاتي الذي يدعي أن السيرة على عهد الأئمة فيها إجتهاد وتقليد رغم الأدلة التي تخالف ذلك . فقد قال في كتابه الاجتهاد والتقليد ص ٢٤٨ ( وهكذا بالنسبة إلى الآخرين كأبي بصير الأسدي و زرارة ومحمد بن مسلم وتدل الشواهد على أنهم كانوا من أهل النظر والفكر والأفتاء الصادر منهم معناه أن هذا رأيهم وفتواهم . لا نقل الرواية كما قال به بعض الأخباريين .)


أنتهى كلام السيد السيستاني والآن سنرد كلامه بهذه الرواية المعتبرة والصريحة جدا في منع النظر والاجتهاد لواحد من الذين قال عنهم السيد السيستاني بأنهم من أهل الإجتهاد وهو أبو بصير  رضي الله عنه ، و تقول هذه الرواية عن أحمد بن محمد، عن الوشاء، عن مثنى الحناط، عن أبي بصير قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام: ترد علينا أشياء ليس نعرفها في كتاب الله ولا سنة فننظر فيها؟ فقال: لا، أما إنك إن أصبت لم تؤجر ، وإن أخطأت كذبت على الله عز وجل.) الكافي ج1 ص56


فنلاحظ أن الامام عليه السلام منع أبو بصير- الذي يقول عنه السيستاني بأنه مجتهد - من النظر  وهو الاجتهاد فلو كان الإجتهاد مباح . لماذا أتى أبو بصير إلى الإمام  يستأذنه حتى يبيح له ذلك؟  فمنعه الإمام بشدة و وضح له عاقبة الاجتهاد في الدين .


وفي رواية أخرى عن محمد بن حكيم قال : قلت لأبي الحسن موسى عليه السلام: جعلت فداك فقهنا في الدين وأغنانا الله بكم عن الناس جتى أن جماعة منا لتكون في المجلس ما يسأل رجل صاحبه تحضره المسألة و يحضره جوابها فيما من الله علينا بكم فربما ورد علينا الشيء لم يأتينا فيه عنك ولا عن أبائك شيء فنظرنا إلى أحسن ما يحضرنا وأوفق الأشياء لما جاءنا عنكم فنأخذ به ؟ فقال هيهات هيهات ، في ذلك والله هلك من هلك يا أبن حكيم ، قال : ثم قال : لعن الله أبا حنيفة كان يقول : قال علي ، وقلت . ) نفس المصدر السابق


في هذه الرواية نلاحظ ابن حكيم طلب من الأمام عليه السلام أن يسمح لهم بالنظر والفكر والقياس وهو الاجتهاد حاليا فقال له الامام عليه السلام هيهات هيهات من عمل ذلك فقد هلك ثم اتى الامام عليه السلام بمثال لذلك وهو ابو حنيفة الذي اجتهد برأيه وعمل بالقياس وقال لعن الله أبا حنيفة وضع نفسه موضع الأئمة عليهم السلام وحلل وحرم من تلقاء نفسه . فكيف حلل الامام الاجتهاد وهذا جوابه لأصحابه ؟ 


أما تمسك السيستاني بقول الإمام (  أفتي في الناس فإني أحب أرى ذلك )  فمعنى كلمة افتي أي بيّن و وضّح وليس معناها إجتهد .قال تعالى ( يستفتونك قل الله يفتيكم في الكلالة ) فهل الله سبحانه وتعالى يجتهد يا سيستاني ؟ طبعا لا لأنها تعني يبين لكم . وهذا ما يقصده الامام عندما إذن لبعض أصحابه بالإفتاء 


ثم يقول السيد السيستاني ( ..كما يقول به بعض الأخباريين .) و هذا مردود أيضا فها هو الخوئي من أكابر الأصوليين أستاذ السيستاني والذي منحه أجازة الإجتهاد وهو ليس أخباري يعترف بأن الافتاء في عهد الأئمة عليهم السلام بنقل الحديث عنهم صلوات الله عليهم حيث : يقول : إن التفقه في زمن المعصومين عليهم السلام لم يكن بهذه الصعوبة الموجودة في زماننا ، فإنها حصلت من كثرة الروايات و تعارضها في العبادات وقلتها في المعاملات فالسلف من الرواة يصدق عليها الفقيه بمجرد سماع  الحديث وتحفظه كونهم من أهل اللسان فكانوا يعرفون معاني كلامهم عليهم السلام فكانوا فقهاء فيما ينقلونه عن الأئمة عليهم السلام ] كتاب مصباح الأصول ج2  ص178 السيد الخوئي . فقد قال الخوئي كما تلاحظون : فيما ينقلونه - أي نقل الحديث وتوضيحه فقط - عن الأئمة عليهم السلام ولم يقل رأيهم .


وها هو الآخوند وهو من كبار الأصوليين وكتابه عمدة في الحوزة يقول :  قلت لا يذهب عليك أنه ليس حال الرواة في الصدر الأول في نقل ما تحملوا من النبي صلى الله عليه وآله الكرام أو الامام عليه السلام من الأحكام إلى الأنام إلا كحال نقلة الفتاوى إلى العوام .]  كفاية الأصول  ص ٢٩٩ ..تأليف الآخوند الشيخ محمد كاظم الخرساني قدس سره . ونلاحط أن الأخوند قال : حال الرواة في عهد الأئمة وبعدهم - أي الذين يروون الحديث أو ينقلونه - إلا كحال ناقلي فتوى المراجع الآن . فلم يكن الرواي مجتهدا بل ينقل الحديث ويوضحه فقط


و بذلك يتبين أن ما قاله السيد السيستاني مردود عليه فهو غير صحيح من جميع الأوجه بل ويخالف ما كان عليه الوضع زمن الأئمة عليهم السلام كما وضحنا ذلك في الروايات الآنفة الذكر بل واعترف بذلك كبار العلماء ومنهم أساتذته الأصوليين و غيرهم من الأخباريين كما وضحنا أيضا والله الهادي إلى سواء السبيل .

تعليقات