القائمة الرئيسية

الصفحات



هناك من يقول بني أميه اصلهم ذهب بل و يساويهم مع بني هاشم الذين منهم النبي صلى الله عليه وآله وسلم لذلك قررنا أن نلقي الضوء على نسب بني أميه وذلك بالبحث في التاريخ حتى تتكشف لمن يواليهم  حقيقتهم الوضيعة بالأدلة والبراهين التاريخية .

إدعاء التبني في الجاهلية :

مشهور التنبي في الجاهلية والتبني بمثابة أبنه الحقيقي الذي من صلبه .مع أنه في الواقع ليس من صلبه فيسمى بأسمه ويرثه إذا مات . ومن أكبر الأمثلة على ذلك زيد بن حارثة . الذي تبناه النبي قبل البعثه فأصبحت قريش تناديه زيد بن محمد .و بعد الإسلام حكم الله تعالى بأنه ليس أبنه بل ينسب الى ابيه حارثة . وكل من هو مسلم ممن أدعى التبني لولد عليه أن ينسبه  لوالده الحقيقي .أما الاقدمين فظلوا كما هم .

وهذا دأبهم قبل الإسلام فأي رجل في الجاهلية يتنبى طفل ينسب إليه ويسمى بأسمه وبرثه حتى لو كان من غير صلبه . وكذلك عبد شمس في الجاهلية تبنى أمية وجعله أبنه مع أنه ليس من صلبه . وهناك أدلة كثيرة في التاريخ تدل على ذلك .

أمية ليس من صلب عبد شمس :


1- يقول ابو القاسم الكوفي في كتابه الاستغاثه ج1ص 76 . كان عبد شمس بن عبد مناف أخا هاشم بن عبد مناف قد تبنى عبداً له روميا يقال له أمية فنسبه عبد شمس إلى نفسهِ . فنسب أمية بن عبد شمس فدرج نسبه كذلك إلى هذه الغاية. فأصل بني أمية من الروم ونسبهم في قريش .) فأصلهم من الروم و نسب الى عبد شمس بالتبني لأن أمية كان كيسا بارعا في التجارة .


2- يصرح ابو طالب بانَ بنو عبد شمس ليسوا من قريش . قال أبو طالب حین تظاھر علیه وعلى رسول االله (صلى االله علیه وآله) بنو عبد شمس ونوفل


توالى علینا مولیانا كلاھما
                       إذا سئلا قالا إلى غیرنا الأمر

بلى لھما أمر ولكن تراجماً
                      كما ارتجمت من رأس ذي القلع الصخر

أخص خصوصاً عبد شمس ونوفلاً
                      ھما نبذانا مثل ما نبذ الخمر

قدیماً أبوھم كان عبداً لجدنا
                      بني أمیة شھلاء جاش بھا البحر 

فھنا صرّحَ أبو طالب بانَ أمیة عبد و امهُ جاريه قذفَ بهما البحر إلى الحجاز بواسطة التجارة أو غیرھا ضمن تجارة الرقیق والإماء
وكلمة شھلاء تخصُ الروم فالشھل زرقةٌ یشاب بھا سواد العین، وھي صفة عرفت بھا العین الرومیة . ويقول المقريزي في كتابه النزاع والتخاصم و كذلك شرح نهج البلاغه لابن أبي الحديد 15/235 ( إن اميه إبن جاريه روميه وصلت الى الحجاز مع ركب سفينة جنحت الى الشاطئ وقد تبناه عبد شمس .)


3- الرسول (ص) لم يعط بني عبد شمس وبني نوفل من الخمس لانهم ليسوا من ذوي القربى .قال الله تعالى: (وَٱعْلَمُوۤا أَنَّمَا غَنِمْتُمْ مِّن شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي ٱلْقُرْبَىٰ وَٱلْيَتَامَىٰ وَٱلْمَسَاكِينِ وَٱبْنِ ٱلسَّبِيلِ) سوره الانفال ايه41


حرمَ رسول الله صلى الله عليه واله وسلم بني عبد شمس وبني نوفل من الخمس لانهم ليسوا من ابناء بني عبد شمس بل من ادعيائهم الذين تبنوهم وتسموا باسماءهم . وفي فتح الباري شرح صحيح البخاري( حديث رقم 2971 ) يقول (حدثنا عبد الله بن يوسف حدثنا الليث عن عقيل عن ابن شهاب عن ابن المسيب عن جبير بن مطعم قال: مشيت أنا وعثمان بن عفان إلى رسول الله ( صلى الله عليه واله وسلم) فقلنا يا رسول الله أعطيت بني المطلب وتركتنا ونحن وهم منك بمنزلة واحدة فقال رسول الله( صلى الله عليه وسلم) إنما بنو المطلب وبنو هاشم شيء واحد قال الليث حدثني يونس وزاد قال جبير ولم يقسم النبي صلى الله عليه وسلم لبني عبد شمس ولا لبني نوفل) علما بأن أبناء عبد مناف أربعه هم عبد شمس والمطلب وهاشم ونوفل . وحاشا رسول الله أن يخالف أمر الله ويفرق بين الاخوه من أبناء عبد مناف فيعطي إثنين ويحرم إثنين من دون سبب شرعي .


ومن ناحية أخرى ثبت أن بني عبد شمش من الأدعياء وليس لهم صلة قرابة بالدم عندما دخل بنو هاشم وبنو المطلب شعب أبي طالب مع رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم ) حين حاصرتهم قريش ، مؤمنهم وكافرهم ، فالمؤمن دخل تدينا و الكافر دخل حمية ، و من هذا يتبين إنَ مَنْ دخل مع بني هاشم في الشعب هم من تربطهم صله دم كبني المطلب لا من تربطهم صله تبني واستلحاق.


4 - يعلن علي بن أبي طالب (ع) صراحه بانهم ليسوا من بني عبد مناف .لم یكن عثمان ومعاویة ویزید ومروان وعبد الملك بن مروان أبناء عمومة النبي  (صلى االله علیه وآله) . واثناء خلاف معاويه مع علي (ع) قال معاويه لعلي في احد كتبه (إنا أبناء عبد مناف واحد)


وكان جواب علي (ع) لمعاويه


وَ أَمَّا قَوْلُكَ إِنَّا بَنُو عَبْدِ مَنَافٍ فَكَذَلِكَ نَحْنُ وَ لَكِنْ لَيْسَ أميّة كَهَاشِمٍ وَ لاَ حَرْبٌ كَعَبْدِ اَلْمُطَّلِبِ وَ لاَ أَبُو سُفْيَانَ كَأَبِي طَالِبٍ وَ لاَ اَلْمُهَاجِرُ كَالطَّلِيقِ وَ لاَ اَلصَّرِيحُ كَاللَّصِيقِ وَ لاَ اَلْمُحِقُّ كَالْمُبْطِلِ وَ لاَ اَلْمُؤْمِنُ كَالْمُدْغِلِ وَ لَبِئْسَ اَلْخَلْفُ خَلْفٌ يَتْبَعُ سَلَفاً هَوَى فِي نَارِ جَهَنَّمَ ..... ( نھج البلاغة، الرساله رقم 17) .

ويقول ابن ابي الحديد في شرح المهاجر والطليق والصريح واللصيق ما يلي :


المهاجر : الذي ترك وطنه و لحق برسول اللَّه ( صلى اللَّه عليه و آله)
و الطليق : الأسيرالذي أطلق سبيله بعد فتح مكه
و الإمام عليه السلام يشير الى فتح مكة ، فقد كان المنتظر أن يقتص الرسول ( صلى اللَّه عليه و آله ) منهم ، و لكنه عفى عنهم تكرّما ،
و قال : إذهبوا فأنتم الطلقاء ، و أبو سفيان و معاوية منهم
وفي شرح معنى اللصيق والطليق نقول : الصريح..الصحيح النسب
و اللصيق .. الدعي الملصق بغير أبيه ،(كما ورد في كل معاجم اللغه ومنها معجم المعاني الجامع)
ويذهب المقريزي في كتابه النزاع والتخاصم الى نفس هذا المذهب

وفي شرح نهج البلاغه لابن ابي الحديد ج6 ص 146 يقول : ومن كلام لعلي عليه السلام قاله لمروان بن الحكم بالبصرة أُخذ مروان بن الحكم أسيرا يوم الجمل فاستشفع له الحسن والحسين عليهم السلام إلى أمير المؤمنين عليه السلام، فكلماه فيه فخلى سبيله، فقالا له: يبايعك يا أمير المؤمنين؟

قال عليه السلام : (أولم يبايعني بعد قتل عثمان! لا حاجة لي في بيعته. إنها كف يهودية، لو بايعني بيده لغدر بسبته) أي أن أصله يهودي أو أباؤه الاقدمون يهود و من صفاتهم الغدر ونكث العهود .


5- روى إبن أبي الحدید في شرح النھج ٣/٤٦٦
إن معاویة قال لدغفل النسابة: أرأیت عبد المطلب؟ قال: نعم، قال: كیف رأیته ؟قال: رأیته رجلاً نبیلاً وضیئ كأن على وجهه نور النبوه
قال معاویة: أفرأیت أمیة ؟
قال: نعم،
قال: كیف رأیته؟
قال: رأیته رجلاً ضئیلاً منحنیاً أعمى یقوده عبده ذكوان
فقال معاویة: ذلك إبنه أبو عمرو(ذكوان)
قال دغفل: أنتم تقولون ذلك أما قریش فلم تكن تعرف إلا أنه عبده
و في كتاب جواهر التاريخ ج2 ص 82 يقول أن أمية كان عقيماً وإن اولاده من عبده الرومي ذكوان . وهذا دليل اضافي على ان ذكوان عبد لأمية و أمية عبد لعبد شمس تبناه فيما بعد .

إذا فأمية عبد ألحقه عبد شمس به فأصبح أبنه بالتبني وليس من صلبه و أميه كان عقيما  فتنازل أميه عن زوجته لعبده ذكوان اليهودي لكي تلد له أولاد يدعيهم باسمه . يعني الآن بني أميه أبناء عبيد مرتين . فابتعدوا بذلك عن عبد شمس كثيرا بل لا علاقة لهم به  .


6- وفي كتاب النزاع والتخاصم 22   وشرح النهج 456/3 الرسول (ص) يصرح بان ذكوان يهودي من أهل صفوريه . ولما كان أبو عمرو ( ذكوان ) لیس بابن أميه فقد تنازل أمیة عن زوجته له وزوّجه إیاھا في حیاته  .

وفي كتاب السيرة الحلبية ، الحلبية للشافعي 186/2قال النبي صلى االله علیه وآله لعقبة بن أبي معیط ( إنما أنت یھودي من أھل صفوریة) .


وفي كتاب مرزج الذهب للمسعودي 336/1 يقول وكان ذكوان ( أبو عمرو) یھودیاً من الشام. إذ قال عقیل بن أبي طالب للولید بن عقبة بن أبي  معیط بن ذكوان : كأنك لا تدري من أنت، وأنت علج من أھل صفوریة – وھي قریة من أعمال الأردن من بلاد طبریة، كان أبوه ذكوان یھودیاً منھا . وقال النبي صلى االله علیه وآله لعقبة بن أبي معیط : إنما أنت یھودي من أھل صفوریة .


7 - فرق العمر بين أمية و عبد شمس ليس معتدا به مما يجعل هناك شكوك حول نسبة أمية لعبد شمس مما يثبت بأنه ليس من صلبه .فقد ولد لعبد مناف أربعه أبناء وهم هَاشِمٍ وَعَبْدِ شَمْسٍ وَالْمُطَّلِبِ ونَوْفَل و يقال إن هاشم و عبد شمس كانا توأمين، وكانت رِجل هاشم ملتصقة بجبهة عبد شمس، (وقيل بجهته) من كتاب الصالحي الشامي، سبل الهدى والرشاد، ج 1، ص 271 .

وهذا يدل على أن هاشم وعبد شمس في عمر واحد لأنهما توأمان حسب الرواية .

وقد ساد هاشم  قريشا وسمي هاشما لانه هشم الخبز لقريش في سنه المجاعه وقد حاول أميه أن يصنع مثله فعجز وسخرت منه قريش . و يروى خلافا ومنافسه بين هاشم وأمية على الفضل و الكرم ولكن أمية  انهزم هزيمة نكراء ونفي الى  الشام عشر سنوات . وفي هذه الروايات التي من هذا القبيل اشكالات أو تساؤولات تدل على أن أمية ليس من صلب عبد شمس منها .

كم كان عمر أميه لينازع (عمه) هاشم السياده إذا كان من صلب عبد شمس ؟ وقد توفي هاشم عن خمس وعشرين سنه ويفترض أن يكون عمر عبد شمس عند وفاه أخيه هاشم خمس وعشرين سنه أيضا لانهما توأمين .فمتى تزوج عبد شمس ؟ ومتى ولد أميه (إن كان من صلب عبد شمس) ؟ وكم أصبح عمر هذا الطفل (أميه) لينازع عمه ؟ وهل يقبل هاشم لنفسه أن ينازع طفلا ذو ثماني سنوات أو تسع سنوات على أعلى فرض .

نستعرض فيما يلي تلك التساؤلات بالتحليل لنثبت إن أميه ليس من صلب عبد شمس .

يقول السيد صدر الدين في كتابه هاشم وأميه في الجاهليه ص 25 مايلي

اذا كان هاشما وعبد شمس توأمان كما يرويه الطبري وإبن الاثير وإبن ابي الحديد وإن هاشما مات عن خمس وعشرين سنه من العمر في أعلى الروايتين

فمتى تزوج عبد شمس ؟ ومتى ولد أميه؟

وما مقدار عمر أميه ان كان ابن عبد شمس وعبد شمس في العشرين أو الخامسه والعشرين من عمره . ولنفترض ان هاشما هشم الثريد في المجاعه وهو ابن العشرين ويلزم لهذا الفرض أن يكون لعبد شمس مثل هذه السن بطبيعه كونهما توامين . ثم لنفترض ان عبد شمس تزوج في الرابعه عشر من عمره وعلقت زوجه باميه سنه الزواج فكم يكون عمر أميه سنه المجاعه حتى طمح الى مجاراه ( عمه)هاشم ؟

يكون عمره ست سنين على أوسع تقدير ثم لنوسع الفرض . فليتزوج عبد شمس مبكرا جداً ولتكن المنافسه متاخره جداً فهل يضاف الى السنين السته اكثر من سنتين او ثلاث ولتكن اربعاًعلى فرض شاذ.

 فماذا عسى ان يكون عمر اميه أنئذ؟

يكون  عمره عشراً

فهل يجوز لغلام غرير في مثل هذه السن أن يطلب ماطلبه اميه وهل تكون عنده ثروه تسمح له بالانفاق على ما يضارع هاشم مع العلم إن أباه  عبد شمس كان فقيرا مقلا يتكل على اخيه هاشم في جل عيشه . كما إنه لايجوز لهاشم أن ينازل غلاما صغيرا مهما كانت ظروف المنازله



عبد شمس ليس أبن عبد مناف :


هناك بعض المصادر تشير إلى أن عبد شمس ليس أبن عبد مناف إما تصريحا وإما أشارة وهذا يدل على أن عبد شمس ليس أخو هاشم من أمه وأبيه من هذه المصادر والإشارات ما يلي :

2- و روى الواقدي إن يزيد بن معاويه فاخر عبد الله بن جعفر بن أبي طالب بأبائه في مجلس معاويه بن أبي سفيان
فقال له عبد الله بن جعفربن أبي طالب :
بأي آبائك تفاخرني أبحرب الذي أجرناه.. أم بأمية الذي ملكناه ..أم بعبد شمس الذي كفلناه . )...
فإن عبد مناف كفل عبد شمس ونوفلا في صغرهما وهما ليس ولداه من صلبه وأنما أبناء زوجته التي تزوجها وعندها هذين الصغيرين فرباهما واصبحا أبناءه بالتربية . فكانت قريش تقول ولداه . مثال ذلك عندما تزوج الرسول خديجة وعندها صغيرتين زينب و رقية فرباهما فأصبحت قريش تناديهم بنتا النبي صلى الله عليه وآله وسلم .

والذي يدل على ذلك ما قاله الدكتور صالح رسن المحمداوي :

(قد درسنا ولاده هاشم وعبد شمس متلاصقين في رساله ماجستير جرت تحت اشرافنا وخرجنا بنتيجه ان الروايه موضوعه فاذا ثبت بالدليل بطلانها هل تثبت اخوه عبد شمس وهاشم فالاثنين من جنسين مختلفين والفرق بينهما كالفرق بين الجنه والنار وانها لم ترد في روايتي ابن اسحق وابن الكلبي واقدم من ذكرها مصعب الزبيري. واليعقوبي غير متاكد منها وهناك اختلافات خلقيه بين الفريقين اذا يقال لهاشم والمطلب البدران ولعبد شمس ونوفل الابهران وهذا يعني اختلافا خلقيا بين الجانبين والمعروف ان البدر صفه حميده على عكس الابهر المباعده عن الخير والخيبه. وابهر اذا تلون في اخلاقه دماثه مره وخبثا اخرى والابتهار قول الكذب والحلف عليه )

إذا فهناك أختلاف كبير بين أولاد عبد مناف الحقيقين هاشم والمطلب وبين ربائبه عبد شمس ونوفلا حيث قال أبو البركات في شرح الحاوي الكبير ج1 ص493

 (وأما عبد شمس ونوفل فالصحيح أنهما ليسا ولدي عبد مناف وإنما هما ابنا زوجته وأمُهما من بني عدي وكانا تحت كفالته فنسبا إليه ) السيرة الحلبية ، الحلبية للشافعي 186/2

ويؤيد ذلك ماقاله عبد الله بن جعفر بن ابي طالب : (أم بعبد شمس الذي كفلناه ) والكفاله كما ينصرف اليه الذهن كفاله اليتيم قال الله تعالى: فَتَقَبَّلَهَا رَبُّهَا بِقَبُولٍ حَسَنٍ وَأَنبَتَهَا نَبَاتًا حَسَنًا وَكَفَّلَهَا زَكَرِيَّا ۖ (ال عمران 37 )

ينصرف معنى الكفاله عند العرب الى كفاله اليتيم فمريم إبنه عمران كانت طفله يتيمه كفلها زكريا وتعهد رعايتها وإعالتها . وكذلك عندما حضرت الوفاه عبد المطلب جمع ابنائه وقال من يكفل محمدا بعدي  .

وإن الراي الذي يقول إن عبد شمس كان مملقا وقد كفله هاشم حتى وفاته لا ينهض مقابل راي ، أبو البركات القائل
(وأما عبد شمس ونوفل فالصحيح أنهما ليسا ولدي عبد مناف وإنما هما ابنا زوجته وأمهما من بني عدي وكانا تحت كفالته فنسبا إليه)

 ومثله كفاله رسول الله صلى الله عليه واله وسلم لزينب ورقيه بنات اخت خديجه وما قيل لاحقا بانهما بنات رسول الله .  ولذلك لم يكن لهما شرف في اداره الكعبه ولم يعطهما رسول الله من الخمس واعطى بني هاشم والمطلب فقط  ولم يدعهما رسول الله (صلى الله عليه واله ) حين نزلت الايه الكريمه  (وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الأَقْرَبِينَ) (الشعراء 214  ) ودعا بنو هاشم والمطلب فقط . ولا دخلا مع بني هاشم في الشعب حين حاصرتهم قريش لا بل كانوا ممن حاصر بني هاشم ولا دخلا في حلف بني هاشم مع خزاعه وبني النجار فهم في عداء دائم مع بني هاشم .


2- حين اراد هاشم ان يخطب سلمى بنت عمروا النجار اخذ اخيه المطلب ليخطب له ولم يأخذ عبد شمس ولا نوفل معه وحين سافر الى الشام في سفرته الاخيره التي توفي فيها اوصى لاخيه المطلب باداره امور الكعبه وسلمه مواريث اسماعيل  ولم يعترض على ذلك عبد شمس ولا نوفل علما بان المطلب اصغر منهما

ويقول احمد بن عبد الله البكري في كتابه الانوار ومفتاح السرور والافكار في مولد النبي المختار في وصيه هاشم الى اخيه المطلب والى بنو عبد مناف يصرح هاشم بان المطلب من امه وابيه في اشاره الى انه الوحيد من امه وابيه :


ثُمَّ خَرَجَ إِلَى أَصْحَابِهِ وَ أَخِيهِ الْمُطَّلِبِ وَ أُقْبِلُ إِلَيْهِ وَ قَالَ يَا ابْنَ أَبِي وَ عَشِيرَتِي مِنْ بَنِي لُؤَيِّ اعْلَمُوا أَنْ الْمَوْتَ سَبِيلِ لَا بُدَّ مِنْهُ وَ أَنَا رَاحِلٌ عَنْكُمْ وَ لَا أَدْرِي أَرْجِعَ أَمْ لَا وَ أَنَا أُوصِيكُمْ بِالاجْتِمَاعِ وَ إِيَّاكُمْ وَ التَّفَرُّقَ وَ الشَّتَاتِ فَتَذْهَبُ حميتكم وَ تُهَانَ مقدرتكم عِنْدَ الْمُلُوكِ وَ يَطْمَعُ فِيكُمْ الطَّامِعُ وَ هَذَا أَخِي الْمُطَّلِبِ أَعَزُّ إِخْوَتِي مِنْ أُمِّي وَ أَبِي وَ أَعَزُّ الْخَلْقِ عَلِيِّ فَإِنْ سَمِعْتُمْ نَصِيحَتِي فَقَدِّمُوهُ وَ سَلَّمُوا إِلَيْهِ مَفَاتِيحَ الْكَعْبَةِ وَ سِقَايَةَ الْحَاجِّ وَ لِوَاءَ نِزَارٍ وَ نَعْلٌ شَيْثٍ وَ قَمِيصٌ إِبْرَاهِيمَ وَ قَوْسٍ إِسْمَاعِيلَ وَ خَاتَمِ نُوحٍ وَ الْوِفَادَةِ وَ الرفادة وَ كُلُّ مَا كَانَ مِنْ مَكَارِمِ الْأَنْبِيَاءِ وَ كُلُّ مَا كَانَ لِعَبْدِ مَنَافٍ فَإِذَا فَعَلْتُمْ ذَلِكَ سَعِدْتُمْ وَ إِنِّي مُوصِيكُمْ بِوُلْدِي الَّذِي اشْتَمَلَتِ عَلَيْهِ سَلْمَى بِنْتِ عَمْرِو إِنَّهُ يَكُونُ لَهُ شَأْنِ عَظِيمٌ فَلَا تُخَالِفُوا قَوْلِي قَالُوا سَمِعْنَا وَ أَطَعْنَا غَيْرِ أَنَّكَ كُسِرَتْ قُلُوبَنَا بوصيتك وَ أزعجت فؤادنا بِقَوْلِكَ هَذَا

بني أمية من نسل زكوان اليهودي :

1- روى إبن أبي الحدید في شرح النھج ٣/٤٦٦
إن معاویة قال لدغفل النسابة: أرأیت عبد المطلب؟ قال: نعم، قال: كیف رأیته ؟قال: رأیته رجلاً نبیلاً وضیئ كأن على وجهه نور النبوه
قال معاویة: أفرأیت أمیة ؟
قال: نعم،
قال: كیف رأیته؟
قال: رأیته رجلاً ضئیلاً منحنیاً أعمى یقوده عبده ذكوان
فقال معاویة: ذلك إبنه أبو عمرو(ذكوان)
قال دغفل: أنتم تقولون ذلك أما قریش فلم تكن تعرف إلا أنه عبده
وأن أمية كان عقيماً وإن اولاده من عبده الرومي ذكوان (4)
وهذا دليل اضافي على ان ذكوان عبد ايضا فاميه عبد وذكوان عبد .

2- في كتاب النزاع والتخاصم 22 ، وشرح النھج 3 / 456 الرسول (ص) يصرح بان ذكوان يهودي من أهل صفوريه
ولما كان أبو عمرو ( ذكوان ) لیس بابن أميه فقد تنازل أمیة عن زوجته له وزوّجه إیاھا في حیاته .
وفي كتاب السیرة الحلبیة ، الحلبيه الشافعي 2/186 قال النبي صلى االله علیه وآله لعقبة بن أبي معیط ( إنما أنت یھودي من أھل صفوریة) .
وفي كتاب مروج الذھب، المسعودي 1/ 336
كان ذكوان ( أبو عمرو) یھودیاً من الشام. إذ قال عقیل بن أبي طالب للولید بن عقبة بن أبي  معیط بن ذكوان : كأنك لا تدري من أنت، وأنت علج من أھل صفوریة – وھي قریة من أعمال الأردن من بلاد طبریة، كان أبوه ذكوان یھودیاً منھا
وقال النبي صلى االله علیه وآله لعقبة بن أبي معیط : إنما أنت یھودي من أھل صفوریة .

الخاتمة :

يتبين مما سبق أن بني أمية غير صريحين النسب فهم كما قال الامام علي عليه السلام لصقاء في قريش ( وَ أَمَّا قَوْلُكَ إِنَّا بَنُو عَبْدِ مَنَافٍ فَكَذَلِكَ نَحْنُ وَ لَكِنْ لَيْسَ أميّة كَهَاشِمٍ وَ لاَ حَرْبٌ كَعَبْدِ اَلْمُطَّلِبِ وَ لاَ أَبُو سُفْيَانَ كَأَبِي طَالِبٍ وَ لاَ اَلْمُهَاجِرُ كَالطَّلِيقِ وَ لاَ اَلصَّرِيحُ كَاللَّصِيقِ .) و أصلهم يهود من صفوية بالشام كما تشهد بعض المصادر التي ذكرناها 

تعليقات