أول من أسس الأرهاب في الإسلام ضد العزل المدنيين والآمنين في بلادهم هو معاوية بن أبي سفيان عندما وجه قائده بسر بن أرطاة ليعيث فسادا في دولة الخلافة الراشدة في أواخر عهد الامام علي عليه السلام سنة 40 للهجرة، فما قام به بسر بن أرطاة من الفساد بأوامر و توجيه من معاوية قال اليعقوبي: 2 / 197: (ووجه معاوية بسر بن أبي أرطاة، وقيل ابن أرطاة، العامري من بني عامر بن لؤي، في ثلاثة آلاف رجل، فقال له: سر حتى تمر بالمدينة فاطرد أهلها، وأخف من مررت به، وأنهب مال كل من أصبت له مالا ممن لم يكن دخل في طاعتنا، وأوهم أهل المدينة أنك تريد أنفسهم، وأنه لا براءة لهم عندك ولا عذر، وسر حتى تدخل مكة ولا تعرض فيها لأحد، وأرهب الناس فيما بين مكة والمدينة، واجعلهم شرادات، ثم امض حتى تأتي صنعاء، فإن لنا بها شيعة، وقد جاءني كتابهم . ) فعماوية أمر بإرهاب الناس بين مكة والمدينة بقتلهم والتكيل بهم وسرقة أموالهم غير ما فعلة قائده بتوجيه منه في المدينة ومكة واليمن من جرائم أرهابية نذكرها فيما يلي
جرائم بسر بن أرطاة في المدينة :
فرّ عامل أمير المؤمنين أبو أيوب الأنصاري مع وصول بسر إلى المدينة المنورة، وهناك وجه كلاماً حاداً للناس كافة خصوصاً للأنصار، محمّلاً أيّاهم مسؤولية تقصيرهم الذي أدّى إلى مقتل عثمان، وأجبرهم على أخذ البيعة لـمعاوية، وأحرق بيوتاً للأنصار، ثم ولّى أبا هريرة على المدينة قبل توجّهه إلى مكة[١٧] ووفقاً للواقدي فقد أقام بسر بالمدينة شهرا وقد قتل هناك كل من اتُهم بالمشاركة في الثورة على عثمان. [١٨] وفي طريقه لمكة قتل قوماً من بني خزاعة وآخرين غيرهم.[١٩]
جرائم بسر بن أرطأة في مكة :
غادر قثم بن عباس؛ عامل الإمام علي على المدينة, وذلك بالتزامن مع اقتراب بسر منها, فقام بسر بتنصيب شيبة بن عثمان الحجبي,[٢٠] ثم قام باستئصال مجموعة من آل أبي لهب بالرغم من معارضة معاوية،[٢١] ثم غادر إلى الطائف.[٢٢]
وقد قام بسر بإرسال مجموعة من الطائف إلى "تبالة" في اليمن للقضاء على الشيعة هناك، لكنه اعطاهم الأمان في ما بعد؛[٢٣]ومع ذلك، فوفقاً لرواية ابن أعثم الكوفي جرى قتل جميع أهل تبالة.[٢٤]
كما قام بسر بقتل مجموعة أخرى من أصحاب الامام في سراة،[٢٥] وفي الطريق إلى صنعاء قام بسر بقطع رأسَي صبيَّيْ عبيد الله بن عباس الذين كانا يقيمان في كنف بني كنانة.[٢٦] حتى خرجت نسوة من بني كنانة فقلن: يا بسر! هذا، الرجال يقتلون فما بال الولدان؟! والله ما كانت الجاهلية تقتلهم، والله إن سلطانا لا يشتد إلا بقتل الصبيان والشبخ الكبير ورفع الرحمة لسلطان سوء! فقال بسر: والله لقد هممت أن أضع فيكن السيف .
ثم سار إلى نجران ومناطق أخرى من اليمن مثل: ارحب, والجرف، وجيزان، وهناك نكّل بأبناء قبيلتَي همدان وبني سعد وبأفراد آخرين من الشيعة، وقام بسبي نسائهم.[٢٧]
جرائم بسر بن أرطأة في اليمن :
فرّ عبيد الله بن عباس وسعيد بن نمران إلى الكوفة في الوقت الذي وصل فيه بسر إلى صنعاء, وقد قُتل خليفة عبيد الله بعد مدة من مقاومته لبسر.[٢٨]
وقد تم قتل عدد من إيرانيّ اليمن (الأبناء)، الذين بحسب بعض الروايات كانوا قد آوَوْا إبنيّ عبيد الله.[٢٩] وقام وائل بن حجر _الذي كان في الظاهر من أصحاب الإمام علي_ بتصرف خائن، إذ استحضر بسراً إلى حضرموت التي ضمّت مجموعة من اتباع عثمان، فقُتل عدد كبير من أصحاب الإمام نتيجة ذلك.[٣٠]
هروب بسر بن أرطأة إلى اليمامة :
وبّخ أمير المؤمنين عاملَيه على اليمن بسبب فرارهما من مواجهة بسر بن أبي أرطاة، وفي خطبة مشحونة بالعتاب قام بحضّ الناس على التصدّي لبسر وجيشه. وقد لبّى نداءه جارية بن قدامة السعدي، الذي قاد ألفي مقاتل وانطلق بسرعة من البصرة إلى صنعاء. كما إنّ وهب بن مسعود الخثعمي ترأس ألفي مقاتل من الكوفة وانضّم إلى جارية في الحجاز.[٣١] وقد هرع جارية إلى حضرموت في سبيل مطاردة وملاحقة بسر، عندها هرب الاخير باتجاه ديار بني تميم في اليمامة. وإِثْر استشهاد أمير المؤمنين، قصد جارية مكّة والمدينة _ بعد مكوثه قليلاً في "جرش"_ لأخذ البيعة لـلإمام الحسن بن علي، ومن ثم رجع إلى الكوفة.[٣٢]
ومن هنا نلاحظ أن بسر بن ارطأة الجبان هرب من وهب بن مسعود الخثعمي لأنه كان قائد معروف ومعه جنود مدججون بالسلاح بينما تهجم على العزل من شيوخ واطفال ونساء وقتلهم صبرا في ديارهم .
عدد من قتل على يد بسر بن أرطاة بأوامر من معاوية :
نقل المؤرخون أنّ عدد الذين قتلوا على يد بسر بن أرطاة بأوامر و توجيه من معاوية يصل إلى الثلاثين ألفاً أو أكثر . وبعد أن تولى معاوية الخلافة استعمله لقيادة الجيوش ثم ولاه البصرة وهذا يدل على أن معاوية راضي عن ما فعله من قتل و أرهاب لأنه أكرمه و ولاه المناصب .
الخلاصة والخاتمة :
وهذا يدل على أن معاوية هو الذي قتل العزل من الرجال والاطفال والشيوخ وقام بسبي النساء المسلمات وهدم البيوت وإحراقها وقام بقطع الطريق بين مكة والمدينة بالسب والنهب وسفك الدماء فكل هذا الارهاب فعله معاوية في دولة الخلافة الراشدة في عهد الامام علي بن أبي طالب وهذا دليل على أنه أول من أسس هذه الحملات الارهابية على العزل المدنيين الآمنين من رجال وأطفال ونساء وشبوخ في الإسلام .
____________________
× 17 - الثقفي ، الغارات ج2 ص2 ص602-ص607 . المسعودي مروج الذهب ج3 ص211- اليعقوبي تاريخ اليعقوبي ج2 ص 197- 198 -- تاريخ الطبري ج5 ص139
• ١٨- ↑ الطبري، تاريخ الطبري، ج 5، ص 176؛ ابن عساکر، تاريخ مدينة دمشق، ج 10، ص 10ـ11
• ١٩- ↑ الثقفي، الغارات، ج 2، ص 608؛ المسعودي، مروج الذهب، ج 3، ص 211.
• ٢٠- ↑ الثقفي، الغارات، ج 2، ص 608 ــ 609؛ ابن أعثم الكوفي، كتاب الفتوح، ج 4، ص233 ــ 234.
• ٢١- ↑ الثقفي، الغارات، ج 2، ص 600.
• ٢٢- ↑ أبو الفرج الأصفهاني، الأغاني، ج 16، ص 266.
• ٢٣- ↑ الثقفي، الغارات، ج 2، ص 608 ــ 611.
• ٢٤- ↑ ابن أعثم الكوفي، كتاب الفتوح، ج 4، ص 234 ــ235.
• ٢٥- ↑ أبو الفرج الأصفهاني، الأغاني، ج 16، ص 266.
• ٢٦- ↑ الثقفي، الغارات، ج 2، ص 614 ــ 616.
• ٢٧- ↑ الثقفي، الغارات، ج 2، ص 617 ــ 620؛ اليعقوبي، تاريخ اليعقوبي، ج 2، ص 198 ــ 199؛ الطبري، تاريخ الطبري، ج 5، ص 139ـ 140؛ المسعودي، مروج الذهب، ج 3، ص 211.
• ٢٨- ↑ الثقفي، الغارات، ج 2، 618 ــ 621؛ ابن أعثم الكوفي، كتاب الفتوح، ج 4، ص 236.
• ٢٩- ↑ الثقفي، كتاب الفتوح، ج 2، ص 621؛ المسعودي، مروج الذهب، ج 3، ص 211.
• ٣٠- ↑ الثقفي، الغارات، ج 2، ص 629 ــ 631؛ ابن أعثم الكوفي، كتاب الفتوح، ج 4، ص 236.
• ٣١- ↑ الثقفي، الغارات، ج 2، ص 619 ــ 620، 624 ــ 627، 636؛ المسعودي، مروج الذهب، ج 3، ص 211، 349؛ اليعقوبي، تاريخ اليعقوبي، ج 2، ص 197 ــ 198.
٣٢- ↑ الثقفي، الغارات، ج 2، ص 624، 629 ــ 630، 638 ــ 640؛ الیعقوبي، تاريخ اليعقوبي، ج 2، ص 199؛ الطبري، تاريخ الطبري، ج 5،
تعليقات
إرسال تعليق